أود أن أشكركم على قبول هذا اللقاء الذي نتوخى منه تعريف القراء عن هذه الظاهرة المتميزة في الساحة الثقافية المغربية.

- كيف تكونت لديكم فكرة إنشاء نادي للقراءة؟

فكرة إنشاء نادي القراءة تبلورت في أواخر سنة 2017، حيث قرر مجموعة من الشباب، الذي يجمعهم حب الكتاب والقراءة، خلق فضاء ثقافي يجتمعون فيه لتبادل المعرفة، ووجدت الفكرة مكانها المناسب في رحاب "المركز السوسيوثقافي بتطوان" لتُطور فيما بعد، وتنتقل من قراءة الكتب ومناقشتها فقط، إلى تنظيم مسابقات ثقافية أدبية مختلفة، وإطلاق مبادرات الكترونية من أجل الإسهام في تطوير وتنمية فعل القراءة، كتعلم مهارة القراءة الفعالة، والكتابة....

- متى أنشأ نادي القراءة؟ وكم عدد أعضائه؟

النادي تأسس بتاريخ 5 نونبر 2017، بهدف التشجيع على القراءة ونشر ثقافة الكتاب، بالنسبة لعدد أعضاءه، فهنا يمكن الحديث عن نوعين من الأعضاء، أعضاء المكتب المسير والذين يصل عددهم إلى ستة عشر (16) عضوا، ونوع ثاني من الأعضاء نسميهم نحن بـ"رواد نادي القراءة" هؤلاء عددهم كبير جدا يفوق المائة ويختلف عددهم من لقاء قرائي لآخر.

- كيف يتم اللقاء بين أعضاء النادي؟

لقاءات أعضاء النادي تكون دائما في فضاءات المركز السوسيوثقافي، سواء تعلق الأمر بعقد اجتماعات مكتب النادي، بهدف وضع البرنامج السنوي، أو تقييم مبادرة معينة، أو تعلق باللقاءات القرائية التي تنظم بشكل دوري بمعدل قراءتين في الشهر، كذلك تكون في فضاء المركز.

- ماهي أنواع المؤلفات التي تقرؤونها (روايات / كتب فلسفية / كتب دينية ......)؟

منذ البدايات الأولى للنادي، كان الاتفاق على تنويع الحقول المعرفية للكتب المنتقاة، وبالتالي فالقراءات لا تقتصر على مجال واحد، وإنما تشمل مختلف ضروب المعرفة؛ الاجتماعية منها والسياسية والاقتصادية، بمعنى أن الكتب التي نختارها تكون في الأدب والفلسفة، وعلم الاجتماع، والاقتصاد وغيرها...

- كيف يتم اختيار الكتب التي تقرؤونها؟

من أجل انتقاء كتب ذات حمولة معرفة مناسبة، عمل النادي على إسناد مهمة  اختيار الكتب المقروءة، للجنة علمية، مكونة من أربعة أعضاء يسهرون بشكل دوري على إعداد لائحة محكمة للكتب المزمع مناقشة، وعملية الاختيار تمر بمرحلتين اثنتين، الأولى تعمل فيها اللجنة العلمية على اختيار قائمة من الكتب في احترام تام للضوابط المُسَطَّرة من طرف المكتب المسير، وخاصة مراعاة تنوع المجالات المعرفية، وتوفر الكتاب رقميا، وأن يكون من الحجم المتوسط، مع الأخذ بعين الاعتبار الظرفية الزمنية، فكتب العطلة الصيفة ليست ككتب الموسم الدراسي.

ثم تأتي المرحلة الثانية حيث يتم عقد اجتماع عام يحضره جميع أعضاء المكتب المسير لمناقشة اللائحة المقترحة واختيار كتب السنة، وكذا برمجتها على مدى أشهر السنة.

وبالتالي نعتمد مقاربة تشاركية في اختيار الكتب المقروءة.

- كم عدد الكتب التي تقرؤونها في السنة؟

عدد الكتب المقروءة يختلف من سنة لأخرى حسب الظروف، فمثلا سنة 2017 وهي سنة التأسيس تم تنظيم أربع قراءات فقط، (تأسس النادي 05/11 2017 أما سنة 2018 فعدد الكتب المقروءة ارتفع بشكل ملحوظ بحيث وصل إلى 18 قراءة، أما سنة  2019 فوصل مجموع الكتب المقروءة إلى 24 كتابا. وبالتالي فقد استطاع النادي في وقت وجيز تنظيم قراءتين كل شهر، ويرجع ذلك إلى البرمجة المسبقة للكتب، وكذلك التزام الأعضاء بهذه البرمجة.

- ماهي نوعية قراءتكم للكتب التي تختارونها؟ (نقد / تحليل......)

في البداية كان الهدف ربط رواد النادي بالقراءة، فكنا نركز على تناول الكتب بطريقة سهلة تحبيبا لهم في القراءة، ومع الوقت تم تجاوز هذا الأمر، بحيث تطور مستوى النقاش، فتم الانتقال من مجرد قراءة الكتاب وتقديم مضامينه، إلى مناقشته وتحليله بشكل عميق.

فلقاءاتنا القرائية تكون عبر مراحل ثلاث أساسية، يقوم في المرحلة الأولى الأعضاء المكلفين بالتقديم ببسط ملخصاتهم للكتاب، ثم يفتح المجال في مرحلة ثانية للحاضرين من أجل إبداء ملاحظاتهم واستفساراتهم، ليتم الانتقال في مرحلة ختامية إلى فسح المجال للنقاش العام يشارك فيه الرواد وكذا مقدمي الكتاب، كل يدلي بدلوه، في احترام تام لمختلف الآراء والأفكار.

- هل لكم اتصال بأندية للقراء بالمغرب أو خارج المغرب؟

مع الأسف هذا ما تفتقده أندية القراءة بالمغرب، كونها منغلقة على نفسها، وبالتالي غياب التعاون مع باقي الأندية التي تتشارك نفس الاهتمامات، ونحن في النادي من بين الأهداف التي نشتغل عليها هو الانفتاح على النوادي المدرسية، من أجل تقاسم الخبرات والتجارب، وفي هذا الجانب قام النادي بعقد شراكة مع دار الطالبة في تطوان، بحيث نظم دورات تكوينية لفائدة الطالبات في مجال القراءة والتشجيع عليها، ومن ثمرات هذا التعاون، تم إنشاء  نادي للقراءة داخل الدار، وما يزال هذا النادي مستمرا إلى يومنا هذا، والأشغال فيه تتطور من حسن إلى أحسن.

- هل يمكنكم ان تحدثونا عن مسابقة القصاصين الشباب؟ متى وكيف نشأت الفكرة؟

مسابقة القصاصين الشاب هي مسابقة ثقافة تستهدف الشباب المبدع، والمهتم بمجال الكتابة، كما تسعى إلى تنمية اللغة العربية والاهتمام بها، وبالتالي كانت المسابقة فرصة أمام الشباب للتعبير عن نفسه بالكتابة، والعامل الآخر هو غياب مثل هذه المبادرات في المغرب.

من هنا جاءت المبادرة، فتم تنظيم الدورة الأولى منها سنة 2018  بحيث وصل عدد المشاركين إلى 52، وفي سنة 2019  نظمنا الدورة الثانية منها، بحيث وصل عدد المشاركين حوالي 100، وفي هاتين الدورتين كانت المسابقة محصورة في جهة طنجة تطوان الحسيمة، ولهذا قررنا في الدورة الثالثة من المسابقة والتي ننظمها حاليا أن تكون المسابقة وطنية وتفتح في وجه جميع الشباب المغاربة المبدعين، والحمد لله المسابقة انطلقت في العاشر من أبريل وما يزال التسجيل مستمرا إلى حدود الآن.

- كيف يتم اختيار الفائزين؟

نحن في النادي نحرص بشكل كبير على أن تمر المسابقة بشكل احترافي، وبالتالي اختيار الفائزين يسير وفق ضوابط مسطرية مشددة، وهذا الاختيار يكون على مرحلتين، المرحلة الأولى يتم فيها تشكيل لجينة صغيرة من أعضاء المكتب المسير الذين يتم اختيارهم بعناية وتتوفر فيهم معايير محددة، تعمل هذه اللجنة على دراسة القصص المشاركة للتأكد من توفرها على شروط المسابقة، لتعطينا في النهاية القصص التي استجابة للمعايير المسطرة.

يتم في المرحلة الثانية اختيار لجنة محكمة ومتخصصة في مجال الكتابة من روائيين وكتاب معروفين على المستوى المحلي وكذا الوطني، تسند إليهم مهمة اختيار الفائزين، ونشير في هذا الصدد إلى أن اللجنة تتسلم القصص دون أسماء حرصا منا على ضمان تكافؤ الفرص بين جميع المشاركين، بعد انتهاء اللجنة من التقييم تسلمنا سلم التنقيط مرفق بالمراتب الثلاث الأولى.

- كيف يمكنكم تقييم الدورات الاولى من المسابقة؟

إن نجاح الدورات السابقة، سواء على مستوى المشاركات أو التنظيم، يجعلنا في نادي القراءة نفتخر بهذا الإنجاز الذي حققناها، وهو الذي دفعنا إلى الاستمرار في تنظيم هذه المسابقة وجعلها وطنية، وبالتالي فالأرقام التي ذكرنا لكم سابقا توضح بجلاء على أن الدورات الماضية من المسابقة كانت ناجحة بكل المقاييس، وهذا ما نتمناه لهذه الدورة كذلك.

- من أية جهة من جهات المملكة تتوصلون بأكثر المترشحين للجائزة؟

كما تعرفون أن الدورة الأولى والثانية من مسابقة القصاصين الشباب، كانتا محصورتين على المستوى الجغرافي في جهة طنجة تطوان، وبالتالي جل المشاركات كانت من هذه الجهة، وبالتبع الفائزين كانوا من مدينة تطوان والفنيدق، لكن هذه السنة ولله الحمد، ونظرا لانفتاحنا في الدورة الثالثة من المسابقة على جهات المملكة الاثنا عشر، فالمشاركات حسب التقييم الأولى  من مختلف المدن المغربية، وهذا أمر أسعدنا كثيرا ، ومع ذلك تبقى نسبة المشاركة  الأكبر هذه السنة من جهة طنجة تطوان الحسية بحيث بلغت حوالي 40 %، وباقي النسبة مقسمة على مختلف جهات المملكة، بل هناك مشاركات دولية من الجزائر وسوريا وفلسطين ومصر.

- ما هي القيمة الاضافية لدار النشر لومانفيست في الدورة الثالثة؟

نحن في النادي دائما ما كنا نطمح إلى نشر القصص الفائزة في المسابقة، لماذا؟ لأن هدف المسابقة ليس فقط هو تتويج الفائزين وكفى، وإنما  هدفها ايصال انتاجات هؤلاء الفائزين إلى القراء وضمان انتشارهم، لذلك نعتقد أن وجود دار النشر "لومانفيست" كشريك في الدورة الثالثة شكل قيمة مضافة ونوعيها للمسابقة، خاصة وأنها دار نشر لها وزنها على المستوى الوطني، فقيام دار النشر بطبع القصص الفائزة سيحقق الهدف الذي كنا نسعى للوصول إليه، وهو تقريب القارئ المغربي من نصوص قصصية جديدة، وفتح المجال أمام المشاركين في المسابقة للوصول إلى نسبة كبيرة من المهتمين بمجال الكتابة، ولما لا ، أن تكون فرصة لدخول عالم الكتابة، واحتضانهم من طرف دار النشر .

- ما رأيكم في الكتاب الرقمي وهل سيعرف نجاحا في المغرب مقارنة مع الكتاب الورقي؟

الكتاب الرقمي هو وسيلة جديدة عرفها العالم عامة، والوطن العربي على وجه الخصوص، والملاحظ أن الاقبال على الكتاب الرقمي في ارتفاع مستمر، نظرا لسهولة الوصول إليه من جهة،  وتوفيرا للمصاريف من جهة أخرى، لكن نعتقد أن حضور الكتاب الرقمي ما يزال ضعيفا في المغرب، وهذا الأمر راجع إلى ضآلة توفر الكتاب المغربي في الوسائط الالكترونية، فالعديد من الانتاجات السنوية للمؤلفين المغاربة غير متوفر الكترونيا، وهذا الأمر يشكل عائقا أمام انتشار ثقافة الكتاب الرقمي في المغرب مقارنة مع دول الخليج العربي التي سبقتنا بأشواط كبيرة، خاصة وأنهم يتوفرون على العديد من دور النشر المتخصص في الكتاب الرقمي، وهذا ما نفتقده نحن في المغرب.

وبالتالي وجب الاهتمام بهذا الجانب، ومحاولة ترقين أكبر قدر من الكتب المغربية لضمان التنافسية على مستوى الثقافة الرقيمة، وجانب كبير من هذا الأمر يقع على عاتق دور النشر في المغرب، لذلك يحسب لدار النشر "لومانفيست"  قصب السبق في هذا المجال،  ونتمنى  أن تسير على خطاها باقي دور النشر الأخرى.

- المشهد الثقافي المغربي يعاني من نقص في المكتبات العمومية وعدم تجديد محتوياتها. هل تظنون أن خدمة إعارة الكتب الرقمية، بثمن بخس، ستلقى نجاحا في المغرب؟

بالفعل المشهد الثقافي المغربي يعاني نقصا حادا في الفضاءات الثقافية والمكتبات العمومية، حتى مع قلة هذه الفضاءات فالمعضلة الكبرى التي تعاني منها هي عدم تجديد وتحديث الترسانة التي توفر عليها من الكتب، وربما هذا الأمر راجع إلى مجموعة من العوامل:

 أولا عدم تخصص من يشرفون على هذه المكتبات، وبالتالي لا يبادرون إلى التعاقد مع دور النشر واقتناء الكتب التي تنشر بشكل دوري، وعدم اعتماد برامج لتشجيع الشاب على الولوج إلى هذه المكتبات، من أجل تحرك المحتوى المكتبي.

والسبب الثاني هو قلة هذه المراكز، وبالتالي فنحن ننتهز هذه الفرصة لدعوة القطاعات الحكومية الساهرة على المجال الثقافي، وخاصة وزارة الشباب والرياضة، لإيلاء العناية اللازمة لهذا القطاع وإحداث مكتبات للقرب في الأحياء سيرا على سياسة ملاعب القرب، وتفعيل مثل هذه المبادرات سيساهم لا محالة في تقليص نسبة العزوف عن القراءة.

ولا ريب أن إعارة الكتب الرقمية ستشكل قفزة نوعية في المجال الثقافي بالمغرب، ونتوقع النجاح لمثل هذه المبادرات، إذا ما تمت دراستها بشكل جيد وتنزلها وفق ضوابط تستجيب لمتطلبات القارئ المغربي المتعطش دائما للكتاب، ونشد بحرارة على يد دار النشر "لومانفيست" وسنكون دائما من الداعمين في هذه الخطوة.

- في محاولة لمشاركة الفعليات الثقافية سنقترح مشاركة نوادي القراء في اختيار الكتب التي ستنشرها دار النشر « Le Manifeste »هل أنتم مستعدين للتعاون معنا؟

نحن كنادي القراءة مستعدون دائما وأبدا للمساهمة في أي نشاط يخدم فعل القراءة ويشجع على ثقافة الكتاب، لذا سنكون سعداء بالمشاركة معكم في هذا الحدث الثقافي الذي نتمنى له النجاح، وسنسخر جميع مجهوداتنا لضمان اختيار الكتب التي تستحق النشر.

 

نود أن نشكركم على قبول الاجابة على اسئلتنا، ونطلب من اعضاء النادي ان يجيبوا على الدراسة الاستقصائية في موقعنا الالكتروني.